الأربعاء، 7 يناير 2015

سعد زغلول اول وزير فى ظل الاحتلال

سعد زغلول اول وزير فى ظل الاحتلال 


لقد بدأ "الزعيم" حياته السياسية صديقاً للإنكليز وختمها كذلك صديقاً للإنكليز ، وبدأها بمصاهرة أشهر صديق للإنكليز عرفته مصر في تاريخ الاحتلال الإنكليزي من أوله إلى آخره وهو "مصطفى فهمي" باشا أول رئيس وزراء في مصر بعد الاحتلال.

"وقد اختار اللورد "كرومر" سعداً وزيراً للمعارف فحاول بمجرد تعيينه إحباط مشروع الجامعة المصرية وتصدى للجمعية العمومية حينما طالبت الحكومة في مارس 1907 بجعل التعليم في المدارس الأميرية باللغة العربية وكان وقتئذ بالإنكليزية وكان الاحتلال هو الذي أحل اللغة الإنكليزية محل العربية في التدريس".
 
"وبعد تعينه وزيراً أراد مجموعة من النساء المصريات في القاهرة أن يجتمعن به لأمر من الأمور فدخل عليهن وبهت إذ فوجئ بأنهن يسدلن الحجاب على وجوههن فرفض الدخول والاجتماع بهن إلا أن يكشفن وجوههن فأبين ذلك ولم يحصل الاجتماع"!!.

ومن هنا فلا تعجب إذا رأيت مصطفى كامل يعلق على تصرفات الوزير سعد زغلول قائلاً: "إن الناس قد فهموا الآن أوضح مما كانوا يفهمون من قبل لماذا اختار اللورد "كرومر" لوزارة المعارف العمومية صهر رئيس الوزراء مصطفى فهمي باشا الأمين على وحيه، الخادم لسياسته ........ ألا إن الذين كانوا يحترمون الوزير كقاضِ ليأسفون على حاضره كل الأسف وليخافون على مستقبله كل الخوف ويفضلون ماضيه كل التفضيل ذلك لأن الوزير قائم الآن على منحدر هائل مخيف".


ولنختم هذا الفصل بما كتبه سعد زغلول عن اللورد "كرومر" قال: "كان يجلس معي الساعة والساعتين ويحدثني في مسائل شتى كي أتنور منها في حياتي السياسية"، "وكان يصفه بأن صفاته - أي كرومر- قد اتفق الكل على كمالها".

ويحكي "سعد" في مذكراته وقع خبر استعفاء كرومر من منصبه (11/4/1907) عليه فيقول: "أما أنا فكنت كمن تقع ضربة شديدة على رأسه أو كمن وخز بآلة حادة فلم يشعر بألمها لشدة هولها... لقد امتلأت رأسي أوهاماً وقلبي خفقاناً وصدري ضيقاً".

وكان سعد في مقدمة الداعين إلى إقامة حفل لتوديع اللورد كرومر الذي سب في خطاب وداعه المصريين جميعاً ولم يمدح إلا رجلاً واحداً هو "سعد زغلول"، وأعلن أنه يترك مصر مستريحاً لأنه أقام فعلاً القاعدة الأساسية لاستدامة الاحتلال وصدق فقد ألف في ذلك العام "حزب الأمة" (14)، وأصبح "لطفي السيد" حامل لواء "الجريدة" .

وعين سعد زغلول ناظراً للمعارف وقال كرومر في تعليل هذا التعيين:
"إنه يرجع أساساً إلى الرغبة في ضم رجل قادر ومصري مستنير من تلك الطائفة الخاصة من المجتمع المعنية بالإصلاح في مصر"!!، "كما أن سعداً من تلاميذ محمد عبده وأتباعه الذين أطلق عليهم "جيرونديي"  "الحركة الوطنية المصرية" والذي كان برنامجهم تشجيع التعاون مع الأجانب لإدخال الحضارة الغربية إلى مصر، الأمر الذي جعل كرومر يحصر فيهم أمله الوحيد في قيام الوطنية المصرية"
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق