الثلاثاء، 20 يناير 2015

التعذيب والقتل في سجون عبد الناصر

التعذيب والقتل في سجون عبد الناصر

وهنا تقشعر الأبدان لذكرى تلك الشنائع التي كان أعوان جمال عبد الناصريوقعونها على الأبرياء من الإخوان المسلمين مما سوف يسجله التاريخ في صفحات الوحشية التي لا يسبق لها مثيل في صحيفة من صحائف المظالم من يوم أن خلق الله الإنسان.
فكم من نفوس قتلت ورجال صلبت وجسوم مثل بها وهي على قيد الحياة وبالنسبة لشخصي فقد نالني من هذا العذاب الكثير والذي لا يحتمله بشر ففي صباح يوم 20 /11 / 1954 استدعيت لمكتب حمزة البسيوني قائد السجن الحربي ووجدته في مكتبه ومعه اليوزباشي شمس بدران مدير مكتب عبد الحكيم عامر . وكان بالغرفة اثنان من الجنود بأيديهم الكرابيج السودانية :
وما إن رآني شمس بدران حتى بادرني بسيل من الشتائم القذرة التي لا تصدر إلا من أحط الناس خلقا وأعرقهم في الإجرام والخسة والنذالة.
فقلت له عيب يا شمس ، فقال بتقول أيه يا ابن.... وانهال على ضربا بيده القذرة الملوثة بدماء الشرفاء والأبرياء ثم أمر من كان بالغرفة من الجنود أن يذهبوا بي إلى غرفة التعذيب فجذبني أحد الجنود من ملابسي فمزقها ودفعني خارج الغرفة وانهال هو وزميله على ضربا بالكرباج ثم اقتادوني إلى زنزانة في سجن (4) وعلقت كما تعلق الذبائح على صلبة من الحديد رأسي إلى أسفل وقدماي إلى أعلى من ثنى الركبتين وربطوني بالحبال وانهال على الجنود بالكرابيج السودانية على كل جسدي : على الصدر والظهر والبطن والأرجل والوجه والرأس حتى تعب الجنود من كثرة الضرب فأنزلوني من فوق التعليقة بعد أن فقدت الوعي وظن الجلادون أني فارقت الحياة فألقوا على جداول مياه باردة فأفقت بعض الشيء وشعرت بقشعريرة شديدة من البرد ثم نقلوني على نقالة إلى زنزانتي بمعتقل (2) وأنا بين الحياة والموت.
وسمعت أحد الجنود يقول سيبوه ابن .... هنا لحد الصبح وإن مات ندفنه جنب المعتقل اللي دفناه أمبارح بعد ما مات من التعذيب.
وفي اليوم التالي 21/ 11/ 1954 جاءني اليوزباشي علي شفيق صفوت مساعدشمس بدران وفتح باب الزنزانة فلم أستطع الوقوف من شدة الإعياء وكنت لم أتناول طعاما منذ 19/ 11/ 1954 فما كان من الجندي المرافق ل علي شفيق صفوت إلا أن قال قوم يا بن ... فلم أستطع الوقوف فركلني الجندي بقدمه وأوقفني بالقوة وأمسك بي ليسندني حتى لا أقع على الأرض وانهال علي شفيق صفوت ضربا بالبوكس على وجهي عدة ضربات فسالت الدماء من أسناني التي كسرت نتيجة هذه الضربات وظل علي شفيق صفوت يضربني بالبوكس حتى تعب فأمسك الكرباج من الجندي المرافق له وظل يضربني على جسدي حتى وقعت على الأرض من شدة الألم حتى فقدت الوعي تماما ورحت في غيبوبة تامة. وقد شاهد عملية تعذيبي الأخ جمال إسماعيل (ضابط شرطه) والأخ جمال ربيع (ضابط جيش) حيث كانا يشار كأنني الإقامة في الزنزانة.
وقد نال كل منهما من التعذيب ما يعجز القلم عن وصفه وفي اليوم التالي استيقظت في الفجر وأنا في غاية الألم فكل عظامي تنشر وجسمي كله ينزف وملابسي ممزقة وملوثة بالدماء فقلت في نفسي هل قمنا بالثورة لتحرر مصر من طغيان فاروق أم لتعود مصر إلى أشد أيام العصور الوسطي وحشية وهمجيه و هل وضعنا ثقتنا في جمال عبد الناصر ومهدنا له الطريق لحكم مصر لتكون النتيجة أن يستعين عبد الناصر بالسفلة والأوغاد ومعدومي الضمائر للقضاء على خير شباب مصر خلقا وعلما ووطنية.
فيا ويل مصر من جمال عبد الناصر وأعوانه الظلمة : وما أسود المصير الذي ينتظر شعب مصر على يد هذا السفاح وأعوانه!
وكان السجن الحربي قد امتلأ بالمعتقلين من الإخوان وحشر و احشرا في الزنزانات حتى امتلأت ففتحت الحكومة معتقلات أخرى في القلعة وغيره أو كان ل حمزة البسيوني هواية ع جيبة هي الإشراف على طوابير التعذيب الجماعية للمعتقلين السياسيين وكانت هذه الطوابير تجرى في فترتين من 7- 8 صباحا ومن 4-5 مساء وكان الطابور يبدأ بإدارة أسطوانة لأم كلثوم تذاع بواسطة ميكرفون هي أسطوانة يا جمال يا مثال الوطنية.
ويجمع المعتقلون جميعا في فناء السجن الحربي وينتظمون في طابور ويصدر لهم الأمر بالجري بالخطوة السريعة داخل فناء السجن لمدة ساعة وتنهال عليهم كرابيج الحراس وكان بعض المعتقلين مرضى بالقلب أو من كبار السن الذين لا يستطيعون الجري فينهال عليهم ضربا بالكرابيج حتى مات عدد كبير منهم أما أعين باقي المعتقلين فتحضر عربة تنقل إليها الجثث وتخرج أمام أعيننا لتدفن في الصحراء وفي يوم 22/ 11/ 1954 استدعيت لمكتب حمزة البسيونيفوجدت على شفيق صفوت الذي قال لي المطلوب منك أن تشهد ضد اللواءمحمد نجيب وتذكر أنه كان يتعاون مع حسن الهضيبي ضد جمال عبد الناصرومجلس الثورة. فقلت له : أنا لا أعرف محمد نجيب ولم أقابله في حياتي مطلقا ولا أعرف حسن الهضيبي فيردا على علي شفيق صفوت ويقول : أنا كل بنشتم من تحت رأسك فقلت له مين اللي بيشتمك قال جمال عبد الناصر و عبد الحكيم عامر فقلت «ليه» قال بيقولوا أنت خايب مش عارف تمضيه على ورقة يقول فيها إن محمد نجيب هو اللى بيحرض الإخوان ضد مجلس قيادة الثورة فقلت له يا علي أنا لا أعرف محمد نجيب ولا حسن الهضيبي فيعتدي على علي شفيق صفوت بالضرب بالبوكس والكرباج حتى يتعب ثم يمشى.
وهكذا ظل التعذيب يتكرر يوميا بواسطة علي شفيق صفوت حتى تورمت قدماي من الضرب وصار لون جسدي كله كلونه الكبدة تمام وفي يوم طلبوني لمكتب حمزة البسيوني فوجدت هناك علي صبري و صلاح الدسوقي الششتاويوما إن رآني صلاح الدسوقي الششتاوي حتى بادرني بسيل من الشتائم القذرة فنهره علي صبري وقال له اسكت يا صالح وجاب كرسي وأجلسني وأرسل في استدعاء طبيب السجن وطلب منه أن يغير على الجروح التي أحدثها الضرب.
وبعد أن انتهي الطبيب من عمله أخذني علي صبري خارج المكتب وقال : الريسعبد الناصر عارف أن موقفك سليم ومفيش حاجة عليك بس عايزك تروح المحكمة تشهد إن محمد نجيب هو المحرض للإخوان ضد عبد الناصر ومجلس الثورة فقلت له أنا متألم جدا من التعذيب وجسدي كله بينشر وقد لا أستطيع السير ولا الذهاب إلى المحكمة فأمر حمزة البسيوني بالكف عن تعذيبي وتركي أستريح يومين قبل الذهاب للمحكمة وفعلا رفع عني التعذيب لمدة ثلاثة أيام ثم ذهبت تحت حراسة مشددة لمجلس الثورة بالجزيرة وأدخلت إلى حجرة فوجدت فيها زكريا محيي الدين وزير الداخلية فقلت له : يا أفندم ده فيه تعذيب في السجن الحربي وضرب وإهانة شديدة للمعتقلين وفيه ناس ماتت من التعذيب فابتسم زكريا محيى الدين وقال : وماله يا سيدي لما تنضرب ولما جاء ميعاد الشهادة صممت على أن أقول للناس كلمة للتاريخ قبل أن يقتلني هؤلاء السفاحون فوقفت أمام المحكمة وكانت برئاسة جمال سالم وقلت : المعلومات التي أعرفها أن اللواء محمد نجيب مطرشق من أعضاء مجلس الثورة بسبب الحكم الديكتاتوري في البلاد وأن الإخوان المسلمين والوفديين وسائر الأحزابالسياسية وكل شعب مصر يطالب بالحرية والحكم الديمقراطي ويرفض الديكتاتورية العسكرية رفضا باتا.
وشعب مصر ليس له سوى مطلب واحد هو الحرية والحكم النيابي السليم.
وعدت للسجن الحربي فوجدت حمزة البسيوني في انتظاري فقال : إيه اللي قلته في المحكمة دة ، لقد جاءت أوامر من عبد الناصر شخصيا بضربك علقة جامدة على كده ولأمر لا أعرفه جاء أحد الجنود وأخبره بشيء فخرج من مكتبه مسرعا وقال للحارس وديه الزنزانة فذهبت مع الجندي إلى الزنزانة ولم أخرج منها إلا إلى المحاكمة.

مهزلة المحاكمة

شكل مجلس الثورة ثلاث دوائر لمحكمة الشعب كل أعضائها من العسكريين لمحاكمة الإخوان المسلمين وحوكمت أمام دائرة محكمة الشعب يرأسها ضابط طيار لا أعرف اسمه وكان الاتهام الذي قدمت به إلى المحكمة وقدم على أساسه أكثر من ألف إنسان من الإخوان هو «أتى أفعالا نظام الحكم الحاضر وذلك باشتراكه في تنظيم سرى مسلح».
والعجيب أن هذه التهمة كانت باطلة بطلانا تاما لسبب بسيط وهو أن التنظيم السري المدني للإخوان كله كان يؤيد جمال عبد الناصر ضد حسن الهضيبي ولم يعتقل عبد الرحمن السندي رئيس التنظيم السري للإخوان عام 1954 وكان أعوانعبد الرحمن السندي كلهم خارج السجون في عهد عبد الناصر .
وكان رئيس المحكمة يسأل المتهم (الضحية) إن كان مذنبا أو غير مذنب فيرد المتهم بأنه غير مذنب فيأمره بالانصراف وفي اليوم التالي يأتون بالمتهمين الذين مثلوا بالأمس أمام المحكمة ليسمعوا الحكم عليهم بالشنق أو الإعدام رميا بالرصاص أو السجن المؤبد أو المؤقت.
وقد حكمت محكمة الشعب على حوالي 1000 شخص من الإخوان المسلمينمنهم ستة بالشنق وهم الشهداء.
وقد واجهوا الموت بشجاعة وقالوا وهم معلقون على حبل المشنقة «نشكر الله لأننا نموت شهداء» وتحدثت صحف العالم كله عن شجاعة هؤلاء الذين اقتحموا الموت بهذه البطولة النادرة ولم تكتب صحف مصر حرفا واحدا عما قاله هؤلاء الأبطال وهم على حبل المشنقة وأما الشهيد القاضي عبد القادر عودة فقد قال وهو على حبل المشنقة بعد أن حمد الله الذي رزقه الشهادة «اللهم أجعل دمي لعنة على رجال الثورة ».
وكان من نصيبي من هؤلاء السفاحين الظلمة الحكم على بالسجن لمدة خمسة عشر عاما مع الأشغال الشاقة.
وحكم على باقي الألف بالأشغال الشاقة المؤبدة أو المؤقتة وكان هذا الحكم الظالم صدمة عنيفة لي لم تخطر لي على بال لقد كنت بريئا مائة في المائة وما كنت متآمرا ضد عبد الناصر ولا رجال الثورة ولا داعيا إلى فتنة وما كنت أتصور أن يصل الأمر ب جمال عبد الناصر إلى هذا الحد الخطير من الطغيان والظلم ولقد دعته قدرته إلى ظلم الناس ولم يتذكر قدرة الله عليه ولكن الله يمهل ولا يهمل ولقد أحياني الله حتى رأيت بعين رأسي مصارع هؤلاء الظالمين في الدنيا واحدا إثر واحد.
وقد حاولت تقصى الحقائق في موضوع الشروع في قتل جمال عبد الناصر في ميدان المنشية سنة 1954 فما وجدت أحد من المحكوم عليهم والذين كانوا معي في السجن له يد في جريمة الشروع في قتل عبد الناصر من قريب أو بعيد مما يغلب على الظن أن الحادث كان مدبرا بإحكام وبتخطيط جيد لدفع جمال عبد الناصر للانقضاض على جماعة الإخوان المسلمين والفتك بهم على هذه الصورة الوحشية وتبين لي أن محكمة الشعب التي شكلها مجلس الثورة لم تكن تستهدف عدلا ولا يعنيها أن تجري إنصافا أو تتحرى الحقيقة وإنما قصدها توقيع أحكام معينة لتصفية جماعة الإخوان تصفية نهائية فهي أشبه بمذبحة القلعة التي نفذها محمد على ضد المماليك.

ليمان طره

في 17 يناير 1955 رجلت إلى ليمان طره مع عدد كبير من الإخوان المسلمين لم أكن أعرف منهم أحدا من قبل ولما دخلنا ليمان طره أجبرنا على ارتداء زى المساجين الأزرق ووضعت في أرجلنا السلاسل الحديدية ووضعنا في عنبر خاص ب الإخوان المسلمين وكلفتنا إدارة الليمان بتنفيذ عقوبة الأشغال الشاقة بالذهاب يوميا إلى الجبل في طابور يضم ما لا يقل عن ألفين من المسجونين في ملابسهم الزرقاء يتقدمهم مأمور الجبل على صهوة جواده شاهرا سيفه ويحيط بالطابور مائة جندي مسلحون بالبنادق من طراز لي انفلد الإنجليزية الصنع مركبا بها السونكيات وكان الإخوان المسلمون من المسجونين السياسيين في مقدمة الطابور يليهم المجرمون من المسجونين العاديين من القتلة واللصوص ومهربي المخدرات وهاتكي الأعراض وكان نزلاء طره قبل ثورة 23 يوليو 1952 من المجرمين العاديين وبعد ثورة 23 يوليو 1952 انضم إلى نزلاء ذلك الليمان علماءالأزهر الشريف وأساتذة الجامعات والوزراء السابقون وضباط الجيش والشرطة ورجال القضاء والمحامون والمهندسون والأطباء والصحفيون ورجال الفكر وطلال الجامعات والعمال والفلاحون وكنا نعمل في قطع الأحجار في جبل طره (9ساعات يوميا) تبدأ من الساعة السابعة صباحا حتى الساعة الرابعة بعد الظهر. ويحيط الجنود بمنطقة العمل بالجبل شاهرين أسلحتهم والبنادق معمرة وجاهزة لإطلاق النار على المساجين لإفنائهم لدى ظهور أي بادرة من بوادر التمرد أو الامتناع عن العمل ، فينهال الرصاص على الجميع فيقتل من يقتل ويصاب من يصاب ولا دية له. وهذا هو نظام الليمان منذ أن أنشأة الإنجليز عند احتلاهم مصرسنة 1882 .
وحدث ذات يوم ونحن نعمل في تقطيع وحمل الأحجار لوضعها في عربات السكة الحديد أن جاء اللواء محرم عثمان مدير عام مصلحة السجون ومحرم عثمانكان ضابطا بالجيش المصري ونقلته الثورة بعد 23 يوليو إلى مصلحة السجون. وكنت أعرفه فقابلته في الجبل وتحدثت معه وقلت له هل يجوز أن يكلف المسجون السياسي بقطع الأحجار وحملها على هذا النحو المهين فابدي الرجل أسفه وقال إنها تعليمات وزارة الداخلية ولا أملك سوى تنفيذها.
وكان الطعام الذي يقدم لنا ولسائر المسجونين في الليمان رغم المجهود الشاق اليومي المبذول في العمل هو :
الإفطار : رغيف خبز بلدي كبير وجبن قريش أو عسل أسود
الغذاء : رغيف خبز بلدي كبير وعدس أو فول مدمس
العشاء : رغيف خبز بلدي كبير وقطعة لحم صغيرة كالكاوتشوك وخضروات مطبوخة وذلك لمدة أربعة أيام في الأسبوع فقط وفي الثلاثة أيام الأخرى يستبدل اللحم والخضار بالبقول مثل الفاصوليا أو اللوبيا أو العدس أو الفول أما الفواكه واللبن والبيض فكانت من الممنوعات وتتم زيارة الأهالي لذويهم من المسجونين بليمان طره بطريقة مهينة مهدرة لآدمية الإنسان. إذ يوضع المسجونون بليمان طره داخل قفص من الحديد أشبه بالأقفاص التي يوضع فيها الحيوانات المفترسة في حديقة الحيوان ويأتي الأهالي يتخاطبون مع قريبهم المسجون الأهالي خارج القفص والمسجونون بداخل وقوفا والزيارة لمدة خمس دقائق وتتم يوم الجمعة مرة كل شهر تقريبا وإذا فرض وقدم أهل المسجون طعاما لقريبهم المسجون صادره الحراس.
ولما استفسرنا من إدارة السجن عن سبب مصادرة الطعام كان الرد أن إدارة السجن تخشي أن يكون بداخل الطعام أسلحة أو خطابات أو أدوات يمكن أن يستخدمها المسجون في الهرب أو أن يكون هناك احتمال وجود سم في الطعام وإدارة السجن مسئولة عن حياة المسجون داخل السجن وقد استعان الإخوان المسلمون على هذه المحنة بالصبر والصلاة والدعاء.

سجن الواحات الخارجة

صدرت تعليمات وزارة الداخلية بترحيل زعماء الإخوان المسلمين من ليمان طره إلى سجن الواحات الخارجة.
وقد كان لهذه التعليمات أسباب منها :
أولا :- ما لاحظته وزارة الداخلية عن طريق زبانية المباحث العامة وأجهزة القمع والتجسس التي أنشأها جمال عبد الناصر بعد استيلائه على سلطة الدولة من الأمور الآتية :
1- ارتفاع معنويات مسجوني الإخوان داخل ليمان طره رغم التعذيب الوحشي الذي تعرضوا له في السجن الحربي والمعاملة القاسية غير الإنسانية بليمان طره
2- استمرار وجود عائلات المسجونين السياسيين من الإخوان على قيد الحياة ولم يتم انهيار هذه العائلات وهلاك الأطفال وضياع النساء نتيجة لسياسة التجويع التي لجأت إليها حكومة جمال عبد الناصر للقضاء الكامل على الإخوانوعائلاتهم من النساء والأطفال بعد أن قطعت الحكومة ا لمرتبات والمعاشات ومصادر أرزاق المسجونين والمعتقلين وكان عددهم لا يقل عن ألف مسجون وحوالي 11 ألف معتقل.
3- استمرار النشاط الإخواني في خارج السجون وأن عائلات الإخوان تصلها إعانات وأن عددا كبيرا من طلاب الجامعات والمدارس الثانوية والعاملين بالمصانع يجمعون التبرعات سرا لإغاثة عائلات المسجونين والمعتقلين.
4- تسرب أخبار التعذيب الوحشي والمعاملة القاسية في الليمان وأن هذه الأخبار تذاع في محطات الإذاعة العالمية وتنشر في صحف الدول العربية والعالمية.
5- ظن المجرمون الحقيقيون من الظلمة والطغاة أن ترحيل زعماء الإخوان إلى منفى في الصحراء خارج وادي النيل كفيل بقطع اتصال القيادة بالقواعد الشعبية المنتشرة في الصعيد والدلتا.
وفي الحقيقة كان هناك اتصال مستمر بين المسجونين والإخوان في خارج السجن فكانت حركة تهريب الخطابات مستمرة من وإلى السجن بانتظام.
ومهما حاول الطغاة أن يخفوا جرائمهم فلابد أ ، يفضحهم الله تعالى وأن ييسر لعباده المؤمنين أمورهم. فلقد تعاطف كافة المجرمين العاديين مع الإخوان المسلمين كما تعاطف عدد كبير جدا من ضباط وحراس السجون مع الإخوان في محنتهم.
رحلت مع دفعة من الإخوان المسلمين المسجونين عددها مائة نفس معظمهم من قادة الجماعة يوم 17 مايو 1955 إلى سجن الواحات الخارجة أذكر منهم الأستاذ الكبير عمر التلمساني المحامي والأستاذ صالح أبو رقيق والدكتور محمد خميس حميدة والدكتور كمال خليفة والدكتور حسين كمال الدين وفضيلة الأستاذ الشيخ أحمد شريت والحاج لطفي أبو النصر أعضاء مكتب الإرشاد ل جماعة الإخوان المسلمين . والبكباشي محمد فؤاد جاسر والصاغ جمال ربيع والصاغ مهندس عمر أمين والملازم أول بحري عز الدين صادق والملازم أول بحري أحمد رمزي سليمان واليوزباشي شرطة محمد جمال الدين محمد أحمد إسماعيلوالأستاذ الكبير محمود عبده قائد متطوعي الإخوان في حرب فلسطين بمنطقة صور باهر وفضيلة الأستاذ الشيخ محمد فارس فريح والأستاذ فتحي البوزالمحامي والأستاذ علي صديق وغيرهم من أفاضل الناس وأحسنهم أخلاقا.
وكان سجن الواحات الخارجية سجنا مفتوحا لا توجد به مبان وتقدر مساحته بحوالي خمسة أفدنة من رمال الصحراء الجنوبية الغربية ويحيط به صفان من الأسلاك الشائكة بارتفاع كبير ويلتف حوله الحراس شاهرين أسلحتهم ولا ترى من خلال الأسلاك الشائكة إلا رمال الصحراء على مدى البصر أما داخل السجن فكان به بعض الخيام للمبيت كما يوجد خارج الأسلاك بعض الأكشاك من الصاج المعرج لمبيت إدارة وحراس السجن الخالي من الخدمة.
وكانت الموافق داخل السجن عبارة عن أكشاك من الصاج المعرج ووجدنا بالسجن المرافق الآتية :
1- طلمبة مياه يدوية ماصة كابسة لرفع المياه إلى صهريج يعلو دورة المياه والمطابخ والفرن.
2- ماكينة كهرباء موجودة خارج الأسلاك لإضاءة أسوار السجن..
3- أكشاك من الصاج مستخدمة كمخازن للتعيين الجاف.
وتتابع بعد ذلك وصول دفعات من الإخوان المسلمين المسجونين حتى وصل العدد 300 نفس وأخطرتنا إدارة السجن أنها لن تتدخل في نظام الإعاشة وعلينا أن ندبر أمرنا بمعرفتنا ونقوم بخدمة أنفسنا فنخبز الدقيق ونطهو الطعام وستقوم إدارة السجن بصرف المقرر الرسمي من مواد الإعاشة مرة كل أسبوع بعد وصول قطار السكة الحديد القادم من أسيوط إلى الواحات الخارجة فقمنا بتنظيم فرق عمل من بيننا لتيسير عملية الإعاشة اليومية وأعفينا المسنين والمرضى وأنشأنا مسجدا يضم بعض الخيام إلى بعضها.
ومضت الحياة بنا هادئة في هذا المنفى الصحراوي قطعناها في عبادة الرحمن وحفظ القرآن الكريم وصلاة الجماعة خمس مرات يوميا والاستزادة من العلم والمعرفة فقد كان السجن يضم علماء في كافة فروع العلم.
علماء الدين من خريجي الأزهر الشريف وأساتذة الجامعات والمحامين والمهندسين والمحاسبين والأطباء والصيادلة وضباط الجيش والبوليس.
فنظمنا محاضرات ثقافيه يتحدث فيها كل متخصص في تخصصه فازدادالإخوان علما وثقافة عظيمة وكان الجو في هذه المنطقة الصحراوية شديد الحرارة نهارا شديد البرودة ليلا في الصيف أما في الشتاء فالجو دافئ نهارا قارص البرد ليلا لدرجة تجمد المياه في بعض الليالي وكان الطعام المتيسر هو دقيق القمح نصنع منه خبزا بواقع ثلاثة أرغفة في اليوم لكل فرد والفول والعدس والجبن القريش والعسل الأسود للإفطار والغداء وبالنسبة لوجبة العشاء قطعة لحم وخضار أربعة أيام في الأسبوع وثلاثة أيام بقول ناشفة فاصوليا أو لوبيا.
وكانت المشكلة الرئيسية في الطعام تنحصر في الخضروات الطازجة والمطبوخة ويلاحظ أن الفواكه واللبن والبيض كانت من الممنوعات في سجون مصر أما مشكلة الخضار فكانت أنه لا يصل إلى السجن إلا تالفا تماما فامتنعت إدارة السجن عن إحضاره واكتفت بالقرع العسلي والبطاطس والقلقاس والباذنجان الرومي وكانوا يطلبون مناطبخ القرع العسلي بدون سكر ونأكله بالملح بدلا من الكوسة وقد تأثرت صحة الإخوان لخلو غذائهم من أي مصدر للفيتامينات الضرورية لوقاية الجسم من بعض الأمراض وبدأت تظهر على المسجونين السياسيين من الإخوان المسلمين أعراض أمراض سوء التغذية كالاسقربوط والعشى الليلي (العمى الليلي) فاتصلت بمأمور السجن وأفهمته خطورة الحالة وبخاصة وأن بعض أعرض هذه الأمراض بدأت تظهر في جنود الحراسة حيث إن طعامهم كان خاليا من الفيتامينات لعدم وجود خضروات وقلت لمأمور السجن إن استمرار هذه الحال من القتل البطيء قد تؤدى إلى أوخم العواقب وكان معنا في السجن أطباء من الإخوان المسجونين فأفهموا المأمور مدى الخطورة التي تترتب على ذلك وبخاصة بالنسبة لحراسة السجن. فوعد المأمور بكتابة تقرير لمصلحة السجون بذلك واقترح عليه الأطباء السماح للمسجونين باستلام طرود من ذوبهم بوادي النيل بها بعض أدوية الفيتامينات لعلاج حالات نقص الغذاء في هذا المنفى الصحراوي وجاء الرد بعد شهر بموافقة مصلحة السجون على السماح لأهالي المسجونين السياسيين بالواحات الخارجة بإرسال طرود لهم بما يحتاجونه من ملابس واقيه من البرد وكتب وأدوية ومعلبات.
وكان لتبادل الرسائل والطرد بين الإخوان المسجونين بالواحات الخارجة وذويهم أثر كبير في حل مشكلة الخضار الطازج ، لم يكن يخطر لنا على بال فقد كان بينالإخوان المسجونين جماعة من المهندين الزراعيين والفلاحين فطلبوا من ذويهم إرسال بعض بذور الخضروات كالجرجير والفجل والجزر والطماطم والخيار والكوسة والملوخية والبامية... الخ.
فلما وصلت هذه البذور استأذنوا مأمور السجن في السماح لهم بالخروج من السجن ومعهم بعض المهندسين من مسجوني الإخوان والمختصين بالمياه الجوفية للنظر في أمكانية زراعة مساحة من أرض السجن بالخضروات بعد التأكد من كفاية موارد المياه فوافق المأمور وذهبت معهم سيرا على الأقدام تحت حراسة مشددة فشاهدنا مصدر المياه على بعد 2كيلو متر من السجن وهو عبارة عن عين يتدفق منها ماء ساخن باستمرار من باطن الأرض وأقيم حولها حوض كبير من الأسمنت لحفظ المياه ومع ذلك كانت المياه تملأ الحوض وتفيض ومدت مواسير من أسفل الحوض الذي أقيم على العين إلى حوض آخر من الأسمنت تحت مستوى الأرض وهذا الحوض الأخير هو الذي كنا نرفع منه المياه بواسطة الطلمبة اليدوية الماصة الكابسة إلى أعلى الصهريج الموجود أعلى دورة المياه والمطبخ والفرن داخل السجن.
وقرر خبراء الزارعة والري الموجودون معنا داخل السجن من الإخوان المحكوم عليهم زراعة فدان واحد من رقعة السجن البالغة مساحتها خمسة أفدنة وذلك بعد استئذان المأمور الذي وافق على الفور ولشد ما كانت دهشتنا أن أنتجت هذه الأرض الملوخية والبامية والطماطم والخيار والفجل والجرجير والجزر الأصفر والكوسة فتوسعنا في الزراعة حتى صارت مساحة المزرعة فدانين وكان الماء كافيا واكتفينا بمحصول الفدانين من الخضروات ومر عام 1955 و الإخوانهادئون يقطعون ضابط الوقت في عبادة الرحمن والاستزادة من العلم وفي مطلع عام 1956 زارنا بالسجن ضابط من الجيش يعمل في المخابرات اسمه بهجت وطلب مقابلتي وقال لي أنه مكلف من الرئيس عبد الناصر بالاتصال بي شخصيا لعمل التسهيلات اللازمة لراحة الإخوان في سجن الواحات الخارجة وأحضر معه جهاز راديو وميكرفون لإذاعة نشرات الأخبار والقرآن الكريم من محطة القاهرةوصوت العرب وكان الصاغ بهجت يحضر يوميا لمقابلتي وكنت لا أعرفه قبل ذلك ولذلك لا أذكر اسمه الكامل وأخذ الصاغ بهجت في مقابلاته يكرر نغمة واحدة في أحاديثه المتكررة معي وهي أن جمال عبد الناصر برئ من دم الشهداء الستة ولم يكن موافقا أبدا على إعدامهم ولكن جمال سالم رئيس محكمة الشعب هو الذي أصر على إعدامهم وهدد عبد الناصر بأنه في حالة عدم التصديق على أحكام الإعدام فسيقوم جمال سالم بنفسه بضرب جميع المعتقلين في السجن الحربي من الإخوان بالمدافع الرشاشة فيبيد عشرة آلاف معتقل داخل السجن وبذلك يضع عبد الناصر أمام مذبحة دموية لا يستطيع تحمل وزرها أمام ضميره وأمام التاريخ وأمام شعب مصر وشعوب الأمة العربية والإسلامية ففضل عبد الناصرالتضحية بستة أشخاص بدلا من هذه المجزرة التي كانت لو حدثت فلا يعلم سوى الله ما تجره هذه المذبحة من نتائج وأن عبد الناصر يود من كل قلبه أن ينسى الإخوان ما حدث لهم وأن يفتحوا معه صفحة جديدة.
فقلت له وما الذي يؤكد لنا أنك مبعوث حقا من جمال عبد الناصر فقال بهجت إن البلاد مقبلة على أخبار سارة فبعد أسبوع سيتم جلاء آخر جندي إنجليزي عن منطقة قناة السويس وقد تحدد يوم 18/ 6/ 1956 كآخر موعد لإتمام الجلاء واقترح بهجت على أن أرسل تلغراف تهنئة ل جمال عبد الناصر بعد تمام الجلاء وقال إن عبد الناصر شخص عاطفي كشأن المصريين جميعا وسيتأثر من هذه البرقية وخصوصا لو جاءت منك لما بينك وبينه من صلات تاريخية لا يمكن أن ينساها وتشاورت مع البكباشي محمد فؤاد جاسر والصاغ جمال ربيع زملائي في محنة 54 بسجن الواحات فوافقوا على مبدأ إرسال برقية التهنئة بالجلاء ل عبد الناصر وما إن أذاعت إذاعة القاهرة نبأ جلاء أخر جندي بريطاني عن ارض مصرحتى عم البشر جميع من يداخل السجن من الإخوان وفي يوم 19/6/1956 كتبت البرقية التالية ووقعتها ووقعها معي البكباشي محمد فؤاد جاسر والصاغ جمال ربيع وسلمتها للصاغ بهجت وهذا نصها :
«من ضباط الجيش السابقين المسجونين بسجن الواحات الخارجة إلى الرئيسجمال عبد الناصر » [نهنئ سيادتكم والأمة المصرية بجلاء القوات البريطانية عن أرض الوطن].
توقيعات :-
وبعد يومين استدعاني مأمور السجن وسلمني برقية هذا نصها :
«السادة ضباط الجيش السابقين الموجودين بسجن الواحات الخارجة أشكركم على رقيق تهانيكم ونبل مشاعركم وأبعث إليكم بأطيب التمنيات» جمال عبد الناصر
ولما وصلتني برقية جمال عبد الناصر تأكدت من أن الصاغ بهجت مبعوث فعلا من قبل عبد الناصر وأخطرت فؤاد جاسر و جمال ربيع ببرقية عبد الناصروأطلعتهم عليها.
وبعد أيام جاء الصاغ بهجت وأخطرني أن مجلس قيادة الثورة أتخذ قرارا في آخر اجتماع له بتفويض رئيس الجمهورية حق العفو الشامل عن الإخوان المسلمين .
وقال بهجت إنه علم من المخابرات أن الإفراج عنا وشيك الوقوع.

تأميم قناة السويس

استمعنا لخطاب جمال عبد الناصر يوم 26/ 7/ 1956 والذي أذاعته محطة القاهرةعلى الهواء مباشرة وفوجئنا بإعلان جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس .
وكان تأميم قناة السويس حلما يراود شعب مصر وعملا جريئا قام به عبد الناصروهو عمل وطني مائة في المائة. وعلى أثر هذا القرار التاريخي قررت إرسال برقية لعبد الناصر أعلن تأييدي له في هذه الخطوة الوطنية المباركة.
فتشاورت مع فؤاد جاسر و جمال ربيع فوافقا معي على إرسال البرقية وطلبا قبل إرسالها أخذ رأي كبار الإخوان من أعضاء مكتب الإرشاد الموجودين معنا في السجن وحبذا إصدار بيان من الإخوان بتأييد جمال عبد الناصر في هذا الموقف الوطني الجريء.
فتناقشنا مع أعضاء مكتب الإرشاد في موضوع تأميم القناة وحبذنا إصدار بيان من الإخوان لتأييد الحكومة في موقفها فكان رد أعضاء مكتب الإرشاد أن تأميم القناة عمل وطني وجرئ لاشك فيه ولكن إرسال برقية تأييد ونحن مسجونون قد يفسرها عبد الناصر على أنها نفاق أو ضعف لاستجداء الإفراج عنا ولكن الوضع يختلف لو كنا أحرارا خارج السجون.
ولم يأخذ برأي مكتب الإرشاد الدكتور خميس حميدة وكل الجماعة وأصدر بيانا قرأه على الإخوان الموجودين في السجن أيد فيه الحكومة في موقفها الوطني من تأميم القناة. وقال إن فقهاء المسلمين أفتوا بأن الحاكم الظالم لودعا المسلمين إلى الجهاد معه لرد أعداء الله وجب على المسلمين أن يجاهدوا أعداء الله معه ورفض باقي أعضاء مكتب الإرشاد فكرة تأييد الحكومة وهم داخل السجن وقالوا إن هذا التأييد ذلة لا يرضونها لأنفسهم ولقد رأى كثير من شبابالإخوان أن تأييد حكومة عبد الناصر في موقفها الوطني لا غبار عليه من الوجهة الشرعية وقالوا نحن ننسى التعذيب الوحشي والمحاكمات الظالمة وآلام السجن والنفي في سبيل مصر التي تتعرض الآن لخطر العدوان عليها من الدول الاستعمارية.
وكتب المؤيدون للحكومة في موقفها الوطني تأييدا للحكومة سلمته للصاغ بهجت يوم 14/ 9/ 1956 هذا نصه.
السيد / رئيس الجمهورية
بدافع من إيماننا بالحق وإخلاصنا للوطن وتفانينا في الدفاع عن حقوقه ومصالحه نعلن بقلوب مخلصة وقوفنا إلى جانب الخطوة التاريخية التي خطاها السيد الرئيس بتأميم قناة السويس المصرية ولنا على أرضها شهدا ودماء عزيزة خالدة.
كما نعلن تأييدنا لسياسة الحياد الإيجابي والوقوف أمام إسرائيل وتدعين الكتلة العربية من الخليج إلى المحيط. وإننا بالرغم من وجودنا خلف الأسوار نعتبر أنفسنا مجندين لمعركة الدفاع عن حقوق البلاد ورهن إشارة قيادتها.
ونعلن انجلترة والدول الغربية الاستعمارية أن أبناء النيل لم تفرق بينهم الأحداث وهم كتلة واحدة قوية متراصة تستطيع بإيمانها أن تفتت أساليبهم الاستعمارية العتيقة التي أصبح بمجها الذوق العالمي.
وأننا أمام تهديداتهم التي تقطع بانهيار أعصابهم نعلن استعدادنا للدفاع عن حياض الوطن حتى آخر قطرة من دمائنا والله ولي التوفيق.
توقيعات
ووقعت هذه البرقية ومعي سبعون شخصا من الإخوان منهم الدكتور خيمس حميدة وكيل جماعة الإخوان والبكباشي فؤاد جاسر والصاغ جمال ربيعواليوزباشي شرطة جمال إسماعيل و سعيد بلبع و عز الدين صادق من ضباط البحرية وآخرون وباقي الإخوان الموجودين بسجن الواحات الخارجة وعددهم 230 مسجونا سياسيا وعلى رأسهم أعضاء مكتب الإرشاد قالوا نحن نؤيد الحكومة في موقفها الوطني بلا شك ولكن إرسال برقية تأييد ونحن مسجونون ذل لا نرضاها لأنفسنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق