تسهيلات الأسطول السوفيتي فى الموانئ المصرية:
في
الساعة 2000 يوم 19 من مايو 71 اجتمع وفد عسكري سوفيتي مع وفد عسكري مصري
لبحث التسهيلات البحرية التي يطلبها الجانب السوفيتي في الموانئ المصرية.
كان الوفد السوفيتي برئاسة الجنرال يفيموف Yeflmov وعضوية الأدميرال
فاسيلىVassily والجنرال اوكينيف OKUNEV، وكان الوفد المصري برئاسة الفريق
صادق وزير الحربية وعضويـة اللواء الشاذلي (ر.ا.ح.ق.م.م) والعميد أمير
الناظر الأمين العام لوزارة الحـربية. وكان الجانب السوفيتي يطلب زيادة في
التسهيلات البحرية التي كان يمارسها فعلا، وكانت هذه الطلبات الجديدة تشمل
ما يلي:
مرسى مطروح:
1- تعميق الميناء ثمانية أمتار أخرى.
2- بناء او تأجير أماكن لإيواء الأفراد بحيث تكون قريبة من المينـاء، وبحيث تكفى لإيواء 2000 رجل و 160 عائلة.
3- بناء مطار على مسافة 35-40 كيلومترا غرب الميناء.
4- رفع كفاءة المطار الحالي في مرسى مطروح بحيث يصبح قادرا على استيعاب لواء جوي سوف يتم إرساله من الاتحاد السوفيتي لتامين الميناء.
5- بناء محطة رادار على مسافة 100 كيلومتر شرق مرسى مطروح، وأخرى على مسافة مماثلة غربها.
الإسكندرية:
طلب
الجانب السوفيتي تدبير مبنى واحد كبير او مجموعة من المباني المتجاورة حتى
يمكنهم ان يجمعوا فيها عائلات رجال بحريتهم المتناثرة داخل مدينة
الإسكندرية، وكان المطلوب هو تدبير مكان مجمع يتسع ل200 عائلة، وقد اقترحوا
الحصول على فندق سان ستيفانو. أجاب الفريق صادق بان هذه الطلبات لها جانب
سياسي وأنه لا يستطيع البت فى هذه الأمور قبل بحث الموضوع مع السيد الرئيس،
وسيكون جاهزا للرد على هذه التساؤلات بعد حوالي أسبوع. وبعد انتهاء اللقاء
طلب مني الوزير أن أشكل لجنة برئاستي لبحث هذه المطالب، وكان بين أعضاء
هذه اللجنة اللواء بغدادي قائد القوات الجوية واللواء محمود فهمي قائد
القوات البحرية. وبعد عدة لقاءات تقدمنا بالاقتراحات التالية:
1- الموافقة على إعطاء البحرية السوفيتية تسهيلات في ميناء مرسى مطروح تشابه التسهيلات الممنوحة لها في كل من الإسكندرية وبور سعيد.
2- عدم تخصيص أية منطقة محددة لخدمة الوحدات السوفيتية حتى لا يأخذ ذلك شكل قاعدة سوفيتية.
3-
الموافقة على تمركز لواء جوي سوفيتي في مرسى مطروح شريطة ألا تقتصر مهمته
على الدفاع عن القاعدة البحرية، بل تمتد مسئوليته لكي تشمل الدفاع عن
الأراضي المصرية ما بين غرب الإسكندرية وحتى الحدود المصرية الليبية. وان
يكون اللواء الجوي السوفيتي تحت القيادة المصرية.
4-
يكون تمركز اللواء الجوي السوفيتي في مرسى مطروح بصفة مؤقتة وإلى أن تصبح
القوات الجوية المصرية قادرة على تحمل مسئولية الدفاع الجوي عن المنطقة غرب
الإسكندرية وتقوم بتخصيص لواء جوي مصري لكي يعفي اللواء الجوي السوفيتي من
هذه المهمة.
المشاريع الاستراتيجية
أداء يمين الولاء للجامعة العربية:
في
يوم 30 من يوليو 1971 وفـي اجتماع عادي لمجلس الجامعة العربية في القاهرة
أديت اليمين القانونية بصفتي الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشئون
العسكرية. وبموجب هذا المنصب فإني اصبح رئيسا للجنة الاستشارية العسكرية
للجامعة العربية والتي تتكون من رؤسـاء أركان حرب القوات المسلحـة في جميع
الدول العربيـة، و أقوم بتقديم توصيات اللجنة الاستشارية الى مجلس الدفاع
في الدول العربية. وقد بدأت عملي في هذا المنصب بأن قمت بدراسـة دقيقة
لمعاهدة الدفاع المشترك ولجميع المحاضر والقرارات التي اتخذت منذ عقد هذه
المعاهدة، وقد خرجت من هذه الدراسة بأربع نقاط رئيسية. كانت النقطة الأولى
هي التحمس الواضح والخطب الرنانة التي كـانت تلقى خلال هذه الاجتماعات من
جميع الأعضـاء، ثم القرارات القوية التي يتخذها المجلس حتى ليتصور المرء
ورجل الشارع العربي ان كل شىء يسير على احسن ما يكون. وكانت النقطة الثانية
هي أن الدول العربية - سواء كانت من دول المواجهة ام من غير دول المواجهة-
كانت تنظر الى الدعم العربي على أنه معونة مالية فحسب، فقد كان كل ما
تطلبه دول المواجهة هو الدعم المالي، وكانت الدول العربية الأخرى تعتقد
أنها بتقديم الدعم المالي لدول المواجهة قد أدت دورها النضالي نحو القضية
العربية. وكانت النقطة الثالثة هي عدم فاعلية قرارات مجلس الدفاع المشترك.
فعلى الرغم من ان قرارات مجلس الدفاع المشترك- طبقا لمعاهدة الدفاع
المشترك- تعتبر ملزمة لجميع الأعضاء، إذا اتخـذ القرار بأغلبية ثلثي
الأصوات، الا ان هذه القرارات ولاسيما ما يتعلق منها بالدعم المالي كانت
تبقى معطلة وكان يتوقف تنفيذها أو تنفيذ جـزء منها على مدى النشاط
والزيارات التي يقوم بها المسئولون في دول المواجـهة إلى الدول العربيـة
الأخرى. اما النقطة الرابعة والأخيرة فهي ان مؤتمرات القمة العربية (الملوك
والرؤساء) هي المؤتمرات الوحيدة التي يتحقق فيها شىء من النجاح، لأن
الملوك والرؤساء هم الأشخاص الوحيدون الذين يمسكون بزمام السلطة في البلاد
العربية.
قومية المعركة تتطلب عدالة توزيع الأعباء:
قمت
بإجراء دراسـة تشمل الدخل القومي والإنفاق العسكري في كل من الدول العربية
وإسرائيل، فكانت الأرقام تثيرالدهشة حقا. كان أجمالي الدخل القومي للدول
العربية ذات ال 110 ملايين نسمة، هو26000 مليون دولار، بينما كـان الدخل
القومي لإسـرائيل (2,822000 نسمة) هو 3672 مليون دولار، وهذا يعني ان متوسط
دخل الفرد العربي في العام هو 236 دولارا بينما متوسط دخل الفرد
الإسرائيلي هو 1300 دولار في العام
فإذا نظرنا الى كيفية توزيع الثروة في المنطقة العربية فإننا نجد تباينا
واضحا. ففي بعض الدول العربية نجد أعلى متوسط لدخل الفرد في العالم، وفي
دول عربية اخرى نجد اقل مستويات الدخل في العالم
الهدوء الذي يسبق العاصفة
الاجتماع المصري- السوري في الإسكندرية أغسطس73:
في
تمام الساعة 1400 يوم 21 من أغسطس 73 دخلت ميناء الإسكندرية باخـرة ركاب
سوفيتية وعليها 6 رجال سوريين كان يتوقف على قرارهم مصير الحـرب والسلام فى
منطقة الشرق الأوسط. كـان هؤلاء هم اللواء طلاس وزير الدفاع، واللواء يوسف
شكور (ر.أ.ح. ق. م. س)، واللواء ناجى جـميل قـائد القوات الجوية والدفاع
الجوى، واللواء حكمت الشهابي مدير المخابرات الحربية، واللواء عبد الرزاق
الدردري رئيس هيئة العمليات، والعميد فضل حسين قائد القوات البحرية. كانوا
جميعا بملابسهم المدنية ولم يخطر وسائل الإعلام فى مصر او فى سوريا بأي شىء
عن هذا الموضوع سواء قبل وصـول الوفد ام بعده. كنت أنا فى استقبـالهم على
رصيف الميناء حيث خرجنا دون أية مراسم إلى نادى الضباط حيث أنزلوا خلال
فترة إقامتهم بالإسكندرية.
وفي
الساعة 1800 من اليوم نفسه اجتمع الوفدان المصري والسوري فى مبنى قيادة
القوات البحرية المصرية فى قصر رأس التين بالإسكندرية. كان الوفد المصري
يتكون من الفريق اول احـمد إسماعيل وزير الحـربية، والفريق سعد الدين
الشاذلى (ر.ا.ح.ق.م.م)، واللواء محمد على فهمي قائد الدفاع الجـوى، واللواء
حسنى مبارك قائد القوات الجوية، واللواء فؤاد زكرى قـائد القوات البحرية،
واللواء عبـد الغنى الجمسى رئيس هيئـة العمليات، واللواء فؤاد نصار مدير
المخـابرات الحربيـة. كان هؤلاء الرجـال الثلاثة عشـر هم المجلس الأعلى
للقوات المصرية والسورية المشتركة، وكان يقوم بأعمال السكرتارية لهذا
المجلس اللواء بهى الدين نوفل.
كان
الهدف من اجتماع هذا المجلس هو الاتفاق على ميعاد الحرب. وحيث إن قرار
الحرب هو في النهاية قرار سياسى وليس قرارا عسكريا فقد كانت مسئوليتنا
تنحصر فى إعطاء الإشارة للقيادة السياسية فى كل من مصر وسوريا بأننا جاهزين
للحرب فى حدود الخطط المتفق عليها، وأن نحدد لهم افضل التواريخ المناسبة
من وجهة نظرنا استمرت اجتـماعاتنا خلال يوم 22 من أغسطس، وفي صباح يوم 23
من أغسطس كنا قد اتفقنا على كل شيء وأخـذنا نعد الوثائق الرسميـة لهذا
الاجتماع التاريخي. وكـان قرارنا يتلخص في أننا مستعدين وجاهزون للحرب
وفيما يتعلق بتاريخ الحرب فقد اقترحنا توقيتين أحدهما خلال الفترة من 7 ألى
11 من سبتمبر والثاني خلال الفترة من 5 ألى 11 من أكتوبر 73. وعلاوة على
ذلك فقد اقترحنا افضل الأيام داخل كل مجموعة من التوقيتية وقد طالبنا
للقيادة السياسية بأن تخطرنا بالقرار الخاص بتوقيت الحرب قبل بدء القتال
بخمسة عشر يوما، وقد حرر محضر الاجتماع من صورتين وتم التوقيع عليهما من
قبل كل من ر.ا.ح.ق.م السوري والمصري (اللواء يوسف شكورعن الجانب السوري،
والفريق سعد الدين الشاذلي عن الجانب المصري). كان انتخاب توقيت سبتمبر
يعنى أن القيادة السياسية يتحتم عليها اتخاذ القرار و إخطارنا به قبل يوم
27 من أغسطس أي بعد 4 أيام على الأكثر من تاريخ انتهاء المؤتمر، فلما جاء
يوم 28 دون أن نخطر بشيء بدا واضحا أن الحرب ستكون في 5 من أكتوبر او بعد
ذلك بقليل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق